تستعد جمعية الخيمة الحسانية للإشعاع والتواصل تنظيم النسخة الرابعة من ملتقى الخيمة الحسانية احتفالًا بعيد العرش المجيد

يخلّد الشعب المغربي الأبيّ، وفي طليعته الفاعلون المدنيون والثقافيون، مناسبة عيد العرش المجيد، كأحد أبرز المحطات الوطنية التي تجسد أسمى معاني الوفاء، وتجديد البيعة والولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وهي ذكرى متجددة تُعيد التأكيد، كل سنة، على عمق العلاقة التاريخية التي تجمع بين الشعب المغربي ومؤسسة إمارة المؤمنين، في وحدة متماسكة تمثل أساس قوة الوطن واستقراره.
وفي هذا الإطار الوطني المشرق، وتحت شعار:
“عيد العرش اعتزاز وافتخار، وتلاحم بين الملك والشعب”،
تستعد جمعية الخيمة الحسانية للإشعاع والتواصل لتنظيم النسخة الرابعة من ملتقى الخيمة الحسانية، خلال شهر يوليوز 2025، بـدوار أيت وكمار، جماعة وادي الصفاء، إقليم اشتوكة آيت باها، بعد توقف اضطراري دام لسنتين متتاليتين.
لقد شكل توقيف دورتي 2023 و2024 قرارًا صعبًا بالنسبة للجمعية، التي أصدرت حينها بلاغًا توضيحيًا أبرزت فيه أن الغياب لم يكن تراجعًا عن الالتزام الثقافي أو انطفاءً للحماس الجماعي، وإنما فرضته ظروف خارجة عن الإرادة، أبرزها الإكراهات اللوجستيكية والمادية، وصعوبات في تأمين شروط تنظيم تليق بمستوى التظاهرة وأهدافها النبيلة. وقد شددت الجمعية على أن الوفاء لروح المبادرة، والحرص على جودتها ورمزيتها الوطنية، يقتضي التحلي بالحكمة والمسؤولية في اتخاذ مثل هذا القرار، في انتظار ظروف أكثر استقرارًا.
اليوم، تعود جمعية الخيمة الحسانية للإشعاع والتواصل وهي أكثر إصرارًا وعزيمة على استئناف رسالتها الثقافية والاجتماعية، من خلال النسخة الرابعة، التي لا تقتصر على كونها احتفالًا شكليًا بحدث وطني، بل تتجاوز ذلك إلى أن تكون منصة حقيقية لتعزيز ثقافة الاعتزاز بالهوية الوطنية، وتسليط الضوء على التراث الحساني المغربي باعتباره أحد المكونات الرفيعة للثقافة المغربية المتعددة الروافد.
لقد ظلت الجمعية منذ تأسيسها، حريصة على التعريف بالموروث الحساني كرصيد رمزي وثقافي غني، يحمل في طياته قيم الفروسية، الكرم، الشعر، الحكمة، التقاليد الشفهية، والأزياء، والغناء، والرقص، والصناعات اليدوية. هذا التراث الذي حافظت عليه الأجيال الصحراوية، وشكل جزءًا حيًا من الذاكرة الجماعية المغربية، التي يوليها دستور المملكة عناية خاصة، من خلال التنصيص على ضرورة صيانته، وتثمينه، وضمان نقله للأجيال المقبلة.
وفي هذا السياق، تسعى الجمعية من خلال ملتقى الخيمة الحسانية، إلى تقديم عروض فنية، شعرية وموسيقية، ولقاءات حوارية وفكرية، وفضاءات عرض للمنتوجات التقليدية، ومعارض وثائقية، وأنشطة موجهة للناشئة والشباب، بما يجعل من هذه التظاهرة مناسبةً تربط بين الماضي والحاضر، وتؤسس لرؤية مستقبلية يكون فيها التراث رافعة للتنمية المحلية والاجتماعية.
كما تراهن الجمعية، على جعل ملتقى الخيمة الحسانية ملتقى للثقافات، ومساحة لتكريس قيم الحوار، والتسامح، والانتماء، والاعتزاز بالوحدة الوطنية، في ظل الرعاية الملكية السامية التي ما فتئت تولي أهمية كبرى للثقافة الحسانية، من خلال مشاريع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، ومبادرات التأهيل الثقافي والبنيات التحتية المرتبطة بالتراث.
وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، تتقدم جمعية الخيمة الحسانية للإشعاع والتواصل بأسمى عبارات الولاء والإخلاص، وأصدق مشاعر الحب والوفاء، إلى حضرة أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، سائلة الله تعالى أن يُديم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يُبقيه ذخراً وملاذاً لهذا الوطن العزيز، ويقر عين جلالته بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وكل عام والمغرب بخير، في ظل رايته الخفاقة، ووحدته الترابية المقدسة.

اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.