أمام هول الصور الصادمة والمؤلمة ، التي تظهر وتقرأ في بعض المواقع الإلكترونية، او الموجودة لدى الأمن الوطني ، او الدرك الملكي ، او في المحاكم ، من تعرض بعض من المواطنين والمواطنات ، والامن الوطني والاساتذة والدرك الملكي ، لاعطاب وجروح بليغة وخطيرة ، في الوجه واليد والراس والارجل وادت للوفاة ، من طرف بعض التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، او خارجها او من طرف منحرفين جانحين او بعض المرضى النفسانين ، او جانحات و مجرمين لهم سوابق قضائية ، تسببوا في عاهات وجروح خطيرة بوجه مسؤولين او مواطنين ، كل هذا يكشف حجم الانفلات والعنف ، الذي أصبح ينخر جسد بلادنا ، وبهذا الفعل لا يمكن إلا أن تعبر عن الصدمة العميقة ، في ما يشاهد يوميا وخلال ساعة تلو الاخرى ، ويستنكر بشدة لما آلت إليه هذه الأوضاع داخل وطننا وفي جميع المدن .
وبدا ناقوس الخطر ينذر بانهيار القيم الانسانية ، وبداية الفوضى التي عمت مجموعة من المدن ، في اعتراض السبيل والسرقة بالليل والنهار ، والضرب والجرح بجميع انواع الاسلحة البيضاء ، ولا يعرف بعض من هؤلاء الجانحين ما يفعل ، بسبب تعاطيه القرقوبي والافراط في السكر البين .
ما يقع اليوم ليس بحالات معزولة عن بعضها ، بل هو نتيجة تراكمات متعددة، منها ضعف الردع القانوني ، الذي يجب ان يكون فيه الحكم اكثر من الذي كان سينطق به ، وغياب الحماية الفعلية ، إلى جانب اختلالات أسرية ومجتمعية ، افرزت أطفالا ومراهقين ، يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية ، كل هذا دون تدخل فعلي من الجهات المعنية والمسؤولة .
ومن خلال هذه الأزمة المتصاعدة والخطيرة ، لا يمكن أن يغطى الشمس بالغربال ، فالكل مسؤول على هذه الوضعية ، التي تمر امام اعين الجميع ويشاهدها بين الفينة والاخرى ، وعليه الجميعً مسؤول عن هذه الوضعية الشاذة والخطيرة ، والتي تتطلب من الدولة بمؤسساتها، والأسر المغربية ، و المجتمع المدني بأدواره التوعوية، و داخل الوسط المدرسي بكل اطره ، من اجل أن يتحمل الجميع كامل المسؤولية ، لتصحيح هذا المسار المنحرف ، قبل أن تتحول المدرسة من فضاء للتربية والمعرفة وطلب العلم ، وكي لا تصبح ساحة تهدد حياة التلميذات والتلاميذ ، و كذلك مربيهم من أساتذة وادارة ، من تحمل المسؤولية للجميع .
وفي هذا السياق الذي تعيش فيه بعض المدن من كثرت هذا العنف المتزايد ، و جب التعجيل بإصدار عقوبات صارمة ومشددة في هذا الشأن ، وذلك في حق كل من تُثبت في حقه أفعال تهدد الأمن داخل وطننا .
حيث تزايدت في الاونة الاخيرة ، حالات العنف ضد رجال الأمن الوطني والدرك الملكي ، وخصوصا بعد عيد الفطر ، وخلال كل هذا الذي يقع ، يضطر رجال الدرك الملكي اوالامن الوطني ، إلى استعمال أسلحتهم الوظيفية ضد المعتدين ، على أفراد الجهازين من اجل تحييد الخطر عنهم .
