ما الاخطار المتوقعة على دول الجوار نتيجة توسع حرب اسرائيل ايران , بالانضمام المحتمل و المباشر لامريك
ما الاخطار المتوقعة على دول الجوار نتيجة توسع حرب اسرائيل ايران , بالانضمام المحتمل و المباشر لامريكا ،
*****************************
ان احتمال الانخراط المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في حرب اسرائيل ضد ايران ،يعد أمرا على درجة كبيرة من الخطورة . ويجعل دول الجوار امام تحديات جد معقدة وخطيرة ، وهذا ما ساتناوله من الجوانب التالية :
1ـ صمت دول الجوار . هل هو ناتج عن عدم إدراكها للمخاطر المحدقة بها ام عن الضغوط الممارسة ؟
ان العنصر الاول الذي يفرض نفسه على المحلل الذي يحاول فهم هذا الصمت ،هو تعدد الضغوط الممارسة على دول المنطقة الى جانب التهديدات الأمريكية والغربية . وهذا ما جعل دول جوار هذه الحرب تتجنب الى اليوم اتخاذ مواقف واضحة ، ان هذه الدول تخشى من تهديدات جد واسعة . واولها في اعتقادي ، الخشية من فقدان الدعم السياسي والعسكري والعقوبات الاقتصادية .
بالاضافة الى اقدام اسرائيل على اطلاق تهديداتها بتغيير أنظمة الحكم واسقاط الحكام وقتلهم بالقوة .وإعادة رسم خريطة الشرق الاوسط ، و نتذكر ان السيد دونالد ترامب سبق أن تاسف لكون خريطة اسرائيل صغيرة … فلا نستغرب والحالة هذه ان تكون دولة مثل الاردن والعراق ودول الخليج ، على وعي تام بأن اي تدخل او انحياز اوحتي رفض للتهديدات , سيجعلها ساحة حرب ، وانظمتها مهددة بالسقوط و قادتها مستهدفون بالتصفية الجسدية .
ولهذا فإن الصمت الظاهر لهذه الدول ، يعبر عن نفسه في شكل انتهاج حذر سياسي ، وممارسة لأسلوب التوازن في العلاقات مع اطراف الصراع (امريكا وايران واسرائيل) و باقي القوى الدولية ( الصين وروسيا ), واكتفائها بانتظار مآلات الصراع.
2ـ هل دول الجوار غير مدركة لحجم اخطار هذه الحرب المدمرة وما ستفتحه من ابواب ومسارات لم تكن معهودة من قبل ؟
يمكننا القول ودون تردد، انه من المستبعد جدا ان نعتقد بأن هذه الدول لا تدرك المخاطر المحدقة بها وما يستهدفها من مخططات رهيبة من جراء ما يجري في المنطقة .
فامام سرعة توسع الحرب الى ايران بعد غزة والضفة الغربية وامام مطالبة سكان طهران باخلاء مدينتهم بعد التهديد بتهجير سكان غزة وتوطينهم بالقوة في بلدان اخرى . فإننا نفترض ان تكون هذه الدول تمارس منفردة ، المساعي الدبلوماسية من وراء الستار بالتماس ضمانات بعدم التعرض لامنها و تهديد حياة قادتها. صحيح ان بعض هذه الدول تراهن على قيامها بوساطات . واحيانا الدعوة للتهدئة . لكنها لا تقوى على اعلان مواقف.
و يظهر ان الرهان على الحياد والتفرج بالشكل الحالى ، يبدو انه موقفا محفوفا بالمخاطر . وخاصة إذا تطور الصراع الثنائي الى حرب شاملة .
3ـ ما التحديات المحدقة بدول منطقة الصراع؟
ان الانخراط المباشر لامريكا في الحرب الى جانب اسرائيل ،يبدو انه غير مستبعد . وغير خاف انه يدخل ضمن مخططات تتعلق بصراع له ابعاد دولية .وفي حالة قوع ذلك بالفعل ، فإنه من المحتمل ان يؤدي الى اضطرابات أمنية ستتاثر بها دول الخليج والعراق وسوريا ولبنان. خاصة منها :
ـ. مخاطر استهداف البنيات التحتية النفطية و طرق الامدادات الطاقية .
ـ. مخاطر انتعاش النشاطات العنيفة والحركات المسلحة ، وخاصة في الدول الهشة أمنيا .
ـ. مخاطر تصاعد الغضب الشعبي (براميل الغضب التي امتلات بفعل مشاهد شلالات الدم واهوال الإبادة الجماعية ) . هذا الغضب قد يغطي كل الدول التي تمارس الحياد وسياسة الصمت ، و يعد من الادوات المحتمل الاستثمار فيها من طرف الدول الغربية فى إطار سعيها الى إعادة ترتيب اوراق واوضاع المنطقة .
خلاصة القول ان صمت دول جوار هذا الصراع المتصاعد وسريع التطور ، هو موقف ناتج عن حسابات حد حساسة لا تدرك الشعوب تفاصيلها . و عن خوف من الوقوع في الانزلاق نحو صراع اكبر من قدرات هذه الدول وهي تعاني من التشرذم.
والنتيجة التي تظهر في الافق ، ان هذا الصمت الطويل قد يتسبب في تهديد وجودي لهذه الدول اذا لم تبادر باتخاذ مواقف وقائية عبر الدبلوماسية الفاعلة وعبر تحصين الجبهات الداخلية وتحصين شعوبها من الاختراق.
محمد الغزاوني: رئيس جمعية مبادرة للمواطنة والحقوق .